بعد الهجوم عليها..
مؤلفة «امرأة لا تكتفي»: روايتي لا تدعو للفجور وتنادي بالإصلاح النفسي
تسببت الكاتبة الشابة نرمين عِشرة، في خلق حالة من الجدل داخل الوسط الثقافي، إثر صدور روايتها "امرأة لا تكتفي" عن دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع، وتعرضت لموجة شديدة من الهجوم، نظرًا لفكرة الرواية التي تُعد صادمة لطبيعة المجتمع.
تواصلت "مصر العربية" مع مؤلفة الرواية نرمين عِشرة، للحديث حول تفاصيلها والهجوم التي تعرضت لها، قائلة: بالطبع كنت أتوقع الهجوم لأننا للأسف في مجتمع يحكم على الشيء بمظهره وليس بجوهره، واستهدفت بروايتي تغيير فكر المجتمع وطريقة الحكم على الغير والتركيز بشكل أكبر على معالجة النفس.
وتابعت "عِشرة": بمجرد نشر خبر إصدار الرواية تعرضت لهجوم شرس بسبب عنوان الكتاب فحسب، وكنت أرد بابتسامة ساخرة، لأن ذلك أكد ليّ أنني كنت على حق في فكرة الرواية التي تتحدث عن النفس البشرية الأمارة بالسوء، التي تنتقد الغير وهي تحتاج إلى إصلاح داخلي.
واستنكرت مؤلفة "امرأة لا تكتفي" الهجوم السطحي الذي تعرضت له قائلة: هناك من قرأ كلمة الغلاف وسرعان ما هاجم الرواية لمجرد أنه قرأ كلمة "اللذة" دون أن ينظر إلى المعنى الأسمى لهذا المصطلح الذي يتضمن لذة العلاقة مع الله وما يتبعها من لذات روحية متعددة، وللأسف لأن مجتمعنا ذكوري ويركز تفكيره على الجنس بادروا بالتفكير عن أنها تسرد تفاصيل علاقات حميمية وقصروا مفهوم اللذة على الجنس فقط.
وأوضحت "عِشرة" أن روايتها لا تتحدث فقط عن الشهوة الجنسية قائلة: بالمثل فإن الكثير من الأشخاص في المجتمع حكموا على اسم الرواية "امرأة لا تكتفي" بأنها تتحدث عن الشهوة الجنسية في حين أن النفس البشرية بوجه عام لا تكتفي من أي شيء أو بأي شيء، فمن منا لا يرغب دائما في الزيادة المادية مثل الأموال وارتفاع مستوى معيشته، أو المعنوية مثل النجاح والشهرة.
وأكملت: وبالتالي الهجوم على الرواية من عنوانها كشف النقاب عما يعانيه المجتمع من خلل فكري ونفسي، وهو ما تحاول الرواية معالجته، ونحن نحتاج إلى أن ينظر كل منا إلى نفسه قبل أن يعيب على الآخرين فكل منا بداخله نفس أمارة تأبى أن تكف عن إيقاعه بالخطأ، حتى وإن كان غض البصر عن خطاياه.
وأضافت "عِشرة": وردًا على ما قالوه بأن الرواية تدعو إلى الفجور ونشر الرذيلة في المجتمع، فأنا أصر على أنها تدعو إلى الإصلاح النفسي وإلى تصحيح الصورة الذهنية عن الآخرين، هي تدعو إى التفكير في الذات ومعالجة أخطائها التي لا يمكن أن ننكرها أو نغفل عنها.
وعن الفكرة العامة للعمل، سردت "عشِرة" بأن الرواية تتحدث عن صراع اللذة الموجود داخل كل منا وكيفية التعامل معه لنصل إلى بر الأمان، واللذات غريزية موجودة بالفطر في النفس البشرية، مثل المال والطعام والشراب والملبس، والرغبة في النجاح والشهرة، والجنس، واللذات الروحية المتمثلة في الحب بمعناه المطلق، فلا يمكن أن نغض أبصارنا عن الجنس لمجرد أنه ضمن الثالوث الممنوع وهو بالفعل موجود داخلنا، ولكن كيف قدمته الرواية هذا هو الأهم.
واستطردت المؤلفة حديثها قائلة: وبالنسبة لعلاقة المرأة بأربعة رجال فالقصة كلها رمزية وليس مجرد امرأة تلهو كما ادعى البعض، وبرغم ذلك القصة بمعناه السطحي يعرض أدق المشاعر الإنسانية التي تشعر بها المرأة وهي تفعل ذلك، والظروف القهرية التي أوصلتها إلى أن تقرر تقمص شخصية الرجل في تصرفاتها.
واختتمت "عشِرة" حديثها بتأكديها على أن الرواية عرضت العنصرية التي يعاني منها المجتمع والطبقية وتفاوت الطبقات المجتمعية، ونظرة الغني للفقير والعكس، واستغلال الرجل للمرأة في العمل، وإذا كان العنوان قد استفز المجتمع لأنه "امرأة لا تكتفي" فإن علم النفس يؤكد أن النفس البشرية بطبعها لا تكتفي سواء أنثى أو ذكر، فلا داعي أبدا لتلك المزايدة غير المنطقية.